----------- هجرة الشباب في زمن الحروب -----------
شبابُ اليوم يغرقُ بالفساد ........ ومـا حَفلوا برأيٍ واعتقاد
نُودِّعهُم وقد حَلُموا بِفكرٍ .. .. كـما السرطانِ في الأفكار باد
نُودِّعهم وفي العين احتراقٌ .... ..وحكـمُ الله جارٍ في العباد
ألا يا راحلين بكل أرضٍ ....أرى التقـوى لكم هي خيرُ زاد
فكونوا في البلادِ دعاةَ خيرٍ ...... لنشرِ الحـق ما بين العباد
ستبكيكُم عيونٌ قد سكَنتُم ............خفاياها و أحـشاءُ الفؤاد
ومَنُ يهجر بلاداً شب فيها .......... سيبـكي أدمُعاً ألم البعادِ
فمت فيها بِعزٍّ بين قومٍ ..........وإن خَذلـوك صُنهم بالوِداد
فلا ترحل وإن أغراك مالٌ.....ولا تهجُر وإن نادى المنادي
ترابُك يا أخي لو كان قحطاً ..... سـيثمِرُ لو تغطّى بالرماد
فلا ترحل وتَترك ذكرياتٍ .....تُخبّر عن مواضيك الغوادي
لها بين الضُّلوع ولو رحلنا ..........بيارقُ شامخاتٍ للشدادِ
أتيتُك ناصحاً والنصح دينٌ ......أرى نصحي رهيناً بالسَّداد
ولكنْ لوعةٌ في القلب تجري .... لما نَلقاه في زمن العوادي
كتبتُ رسالتي من فيضِ حرفي ...... لعلِّي بالغٌ فيها مرادي
أرى هممَ الشباب تلينُ عزماً .... وتنفَضُّ العرى دون اتحاد
أَضِقتُم بالثَّرى أم ضاق منكم ..... فهاجَرتم إلى كَفرِ الأعادي
بأرض الكُفر والإلحادِ حلّت .............ركائبُكُم وأنشأتم نواد
وتُهتُم في العجائبِ والملاهي......... وأفنيتُم بـها كَدَّ الأَيادي
نُودِّعكمُ وفي القلبِ انكسارٌ ........ وحبٌّ جارفٌ نحو البلاد
أنا شِدُكم بحقِّ الله عودوا .............. فإن العُمر آذنَ بالنفاد
سينقشعُ الغمامُ ولو تدانى ......... ومَوعدُنا غداً يومُ الحصاد
بلادٌ أنبتَت نوراً وطُهراً .......... ومسرى الأنبياء بها يُنادي
وبين ربوعها نبتت زهورٌ ......وتحتَ صخورِها بين الوهاد
وفي صحرائِها في كل شبرٍ....أرى الخيرات فاضت كالجراد
فهل نسخو بها لغثاء قومٍ .......... ونَترُكُها لظلمٍ واضطهاد؟
بلادي لن تعودَ بغيرِ حربٍ ........... بأَيدٍ لا تَحيدُ عَنِ الزناد
فعودوا للبلاد وطهِّروها ......... عليكُم بَعد مولاي اعتمادي
متى ستعودُ للأجيال فينا ................ حقيقةُ دينِنا والله هادٍ
ونطوي صفحةً أدمَت قلوباً .........ويجمع شملَنا حشد اتحاد
بلادُ العرب قد أمسَت خراباً .....وضاق الأهلُ ذرعاً بالشداد
فلا تَعجب إذا ما حلّ قحطٌ .........وقد غرقت بأوكار الفساد
--------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات /أبو بكر/فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق