الاثنين، 16 أبريل 2018

بين الرياحين تجلس .للشاعر / عبد الكريم الصوفي

(  بَينَ الرَياحين تَجلُسُ  )

خَرَجتُ في نُزهَةٍ عَبرَ الرُبوعِ أنظُرُ

حَشائِشٌ …  والزُهور   من بَينِهِ  الشَجَرُ

مقاعِدٌ  خَشَبيٌَةُُ عَلَى الضِفافِ تَنتَشِرُ

يَجوسُ مِن خِلالِها جَدوَلٌ  لِلضِفافِ يَغسِلُ 

جَلَستُ ما بَينَها تِلكَ الجِنان  ... وأنا غافِلُ

قُلتُ في نَفسي : ألا أكتَفي ؟ …  رُبٌَما يُصيبني المَلَلُ ؟

هَمَمتُ بالوقوفِ …  فإذا بِغادَةٍ تَخطُرُ

فإدَّعَيتُ  أنّني في ثِيابي ... بَعضُ شيءٍ يُنظَرُ

عُدتُ إلى الجُلوس …  َلَم أُبدِ في مَلامِحي بأنٌَني حائِرُ

جَلَسَت  قُبالَتي …  يا وَيحَهُ  عِندَ إكتِمالِهِ  القَمَرُ

فَما الظِباءُ  إن قورِنَت بِجِسمِها الرَيَّان  وما المَها تَعبُرُ

وما  الوُرودُ غَضَّةٌ  ...

وما الزَنابِقُ ...  و مِن حَولِها الزَعاتِرُ

والشَعرُ يُرخي عَلَى الخُدودِ سُنبُلاً  ... صَفارُهُ يُبهِرُ

حَيَّيتها بِنَظرَةٍ …   فَأومَأت  وهِي تَبسُمُ

قُلتُ : بِئساً  لَهُ  جَدوَلُُ  يَفصِلُ بَينَنا… 

كَيفَ لِلجَدوَلِ  أعبُرُ  ?

هَل أقفِذُ مِن فَوقِهِ …  مِثلَما تَرمَحُ الجِيادُ والأصائِلُ

قَرَّرتُ أن أجمَحَ عَبرَهُ …  كَفارِسٍ يَقدِرُ

هَمَمتُ بالوُثوب  فآنتَبَهَت غادَتي 

هَل يَكونُ ذاكَ فارِسٌ  خَطِرُ  ?

وأنا أطيرُ  من فَوقِهِ نَهرَها…  شاهَدتَها تَستَنفِرُ  

وَضَعَت كَفٌَها  فَوقَ  صَدرِها… لِلوثوب خائِفَةُُِ تَشهَد

نَرَلتُ قُربَها …  وكانَت لا تَزالُ تَنهَدُ

قالَت : كَيفَ فَعَلتها يا فَتى ?

قُلتُ في نَفسي : يا وَيحَه الحَذَرُ

كَرَّرَت قَولَها : هَل أنتَ مُغامِرٌ ?

أم أنَّكَ بَطَلٌ  في القَفذِ والوُثوب  قادِرُ ?

قُلتُ في نَفسي : لِمَرٌَةٍ فَعَلتها  ... وأنا لا أُنكِرُ 

قالَت  : والدَهشَةُ  لَم تَزَل في وجهِها ;

ما دَهاكَ لا تُجِب ... لَعَلٌَكَ تَستَكبِرُ ?

كَيفَ عَبَرتهَُ ذلِكَ الأُخدود ?

قُلتُ في خَلَدي  يا وَيحَها تِلكُمُ الخُدود

والصَدرُ حينَما يَنهَدُ

إقتَرَبَت مِنِّي …  ماذا تَقول  ... يا فَتى?

هَل تُعيدها لِكي آخُذَ صورَةً  ... وأنتَ في الهَواءِ طائِرُ ?

قُلتُ : حافِزي أنتِ …  والناهِدان أصبَحَا عِندي

أما هُناك…  فَلَيسَ  ما يُجدي

قالَت : ماذا تَقول ?

أجَبتها. : لا تَسألي المَذهول

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق