(حَنين)
سَلَكْتُ في بُعْدِكُمْ وَعْرَاً وَ أَنْفَاقَا
و أَحْرَقَتْنِي جَحيمُ الوَقْتِ إِحْرَاقَا
و كُلّما هَبَّ جُنْدُ الصَّبْرِ تُنْجِدُنِي
تَعودُ مضْروبَةً رَأْسَاً و أَعْناقا
أَنْتُمْ حَياتِي فلا أحيا بِغيرِكُمُ
وَ نُورُ عَيْنِي وَ صَفْوُ الدَّهْرِ إِن رَاقَا
حَمَلْتُكُمْ في بِحارِ اليأْسِ بَوْصَلَةً
وَ شَمْسَ حُلْمٍ يُمَنِّي القَلْبَ إِشْرَاقَا
فَدونَكُم لا يَشُقُّ الصَّمْتَ أُغْنِيَةٌ
وَدونَكُم لا يَزورُ النُّورُ أَحْدَاقَا
وَدونَكُم ورْدَتي في الرَّوضِ ذَابِلَةٌ
وَ دَوْحَتِي لا تُنَمِّي الدَّهْرَ أَوْرَاقَا
وَ دونَكُم تُصبِحُ الأَيَّامُ خَاوِيَةً
وأُبْصِرُ الجاهَ والأَموالَ إملاقَا
ودُونَكُمْ تُصبِحُ الأَشياءُ زَائِفَةً
وَ إِنْ كَساهَا مُذابُ التِّبْرِ بَرَّاقَا
سَكَنتُمُ الرُّوحَ أَنّى سِرْتُ أَحْمِلُكُمْ
دَمَاً بأَورِدَتِي والقَلْبِ دَفَّاقَا
كَيْفَ الغِيابُ لِمَن في مُهْجَتِي سَكَنوا
أنهارَ حُبٍّ تَفيضُ العِشْقَ رَقْرَاقا
أَسْتَنْشِقُ الذِّكْرَياتِ الغُرِّ آوِنَةً
والوَجْدُ يُنْشِجُنِي عَهْدَاً وَ مِيثَاقَا
أَحِنُّ لِلأَوْجُهِ الزَّهْراءَ أَلْثُمُهَا
عبداً يموتُ إِذا فَكّوهُ إطلاقَا
مِثْلَ الشَّهيدِ رَمَتهُ النَّفسُ مَهْلَكَةً
لِيَبْلُغَ الخُلْدَ جَنَّاتٍ وَ أَرْزَاقَا
مِثْلَ الفَرَاشِ يرى في النُّورِ داعِيَةً
فَيَصْطَلي نارَهُ بالحُبِّ مُشْتاقَا
أَبَتْ قَوافِيّ إِلَّا أَنْ تُطَاوِعَنِي
إذا أمَرْتُ يجيءُ الحرفُ مُنْساقا
( شعر هشام الصفطي)
الأربعاء، 4 أبريل 2018
حنين . للشاعر . هشام الصفطي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق