//الرصاصات العشر//
أعلم أنني لو أطلقت عليكِ
ألف رصاصة فلن تشعري
ولن تنزفي..
ولن تتألمي..
ولن تموتي..
فالرصاص يا سيدتي لا يقتل
الأنثى الميتة أبدا..
الرصاصة الأولى
صدقيني..
لا أعلم متى فارقت الحياة
لكنني ليلة البارحة
قررت أن أعيش
فاكتشفت أني رجلا ميت..
الرصاصة الثانية
انتهت صلاحيتك في الحياة
منذ زمن
ومع هذا مازلت أتناولك
ولهذا فأنا..
رجل متسمم بك…!!!
الرصاصة الثالثة
كنت أظنكِ سحابة صيف
ستمر فوق مدينة أحلامي
مرور الكرام
لكن السحابة ليلة البارحة
أمطرت
فأغرقت كل أحلامي...
الرصاصة الرابعة
قال لي جدي يوما
إن الطيور المهاجرة تعود
إلى أعشاشها دائما
فانتظرت عودتك
في عش أحلامنا طويلا..
ولم تعد
ليت جدي عاش
ل ير
زمانا
تهاجر فيه الطيور..
ولا تعود..
الرصاصة الخامسة
نعم ..
مازلت أبالغ في تضخيمك
وتفخيمك
وترميمك
وتجميلك
وتلوينك في أعينهم
من أجلي ..
وليس من أجلك
كي لا يقال عني
أني أحببت أنثى عادية.....
الرصاصة السادسة
ربما كنت رجلا ساذج
ففي اليوم الأول للفراق
ظننتك تمارسين معي لعبة
الإخفاء
فكنت أبحث عنك بمتعة
الأغبياء..
في اللعب.
وحين طال غيابك..
أدركت أنه الفراق
فأصبحت أبحث عنك برعب
العقلاء..
في الحب..
الرصاصة السابعة
أضيفِ هذه المعلومة إلى أجندة
غرورك..
مازلتي تؤلميني
كإمرأة حامل تخبرني
مازلت أحملك
في داخلي كالجنين الميت
وأنتظر إجهاضك بفارغ الصبر..
وأضف إليها أيضاً..
مازلت رجلا خيالي
أحلم بمدينة يكون سكانها
نسخة مجسدة منك
فأنغمس في زحامهم
وأنا أصفق بيدي
وأردد بفرحة طفولية
ياالله ما أروع هذا العالم
الذي به منكِ الكثير
الكثير..
الرصاصة الثامنة
يرعبني جدا..
أن أكتشف أني كنت أرسم
أحلامي لأنثى عمياء
وكنت أصف مشاعري لأنثى
صماء
وأكتب معاناتي لأنثى أمية....
الرصاصة التاسعة
كبرت كثيرا يا سيدتي
يخيل إلي أني أصبحت رجلا
معمر
فكل ليلة من ليالي الانتظار
أضافت إلى عمري ألف سنة
فمتى سيحتفل العالم
بيوم ميلادي..
الرصاصة العاشرة
كان يخيل إلي قبل أن أحبك
أن الوجود أوسع من أي شيء
لكنني اكتشفت أنه أضيق
مما تصورت
فهو لم يتسع لفرحتي
حين كنت معك
ولم يتسع لحزني..
حين غادرتك..
عبد القادر مدنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق